سيكوي-أفق للمساواة والشراكة (ج م)

13000 معلّمة عربية مؤهّلة بدون عمل ، بينما يقف جهاز التربية والتعليم على حافة الهاوية بسبب النقص الحاد في المعلمين- لمَ يحدث ذلك، وما علاقة الأمر بالتربية للحياة المشتركة؟

من منّا لا يريد لأطفاله تعليمًا بمستوى عالٍ؟ المعلمون والمعلمات هم عماد مستقبل هذا المكان ومربّو مواطني الغد- ندعم نضالهم، ونتمنى أن يحقق النجاح المرجو. ولكن دون الانتقاص من هذا النضال المهم، ما زالت هناك 13,000 معلمة عربية مؤهّلة بدون عمل- ما السبب؟

علمًا أنه يمكن لهؤلاء المعلمات الاندماج في جهاز التربية والتعليم العبري أيضًا، والتخفيف من أعباء العمل- والمساهمة في تعزيز الشراكة ومعرفة الآخر. ولكن لتحقيق ذلك، يجب وضع حد للفصل والتمييز بين جهازيْ التربية والتعليم- العبري والعربي (وهنا، نتقدم بالشكر لشركائنا في ميرحاڤيم، الذين يؤدون دورًا رياديًا في هذا المجال منذ سنوات طويلة).

نعيش في هذه البلاد في مجتمع مجزّأ ومتباعد- ولذلك، فإنّ اندماج معلمات عربيات في مدارس يهودية مهم جدًا. المعلمات العربيات في المدارس اليهودية (والمعلمات اليهوديات في المدارس العربية) سيشكلن دليلًا حيًا على وجود بديل- للطلاب /الطالبات في غرفة الصف، وللمعلمين/ات في غرفة المعلمين. التعارف الشخصي هو الطريقة المثلى لإزالة الحواجز، تبديد الخوف وكسر القوالب النمطية: هكذا نربّي طلابًا أكثر رأفةً وأخلاقيةً، خاضوا بأنفسهم تجربة الشراكة، المساواة ومعرفة الآخر.

في كلية بيت بيرل مثلا يتحقق ذلك، هذا يعني أنّ التغيير ليس مستحيلًا! سيفتتح في كلية بيت بيرل في السنة الدراسية القريبة برنامج جديد ورائع لتأهيل المعلمين/ات اليهود/اليهوديات للتدريس في مدارس عربية، والمعلّمين/ات العرب/العربيات للتدريس في مدارس يهودية. هذا تطبيق رائع لتوصياتنا: نِتاج تعاون وثيق وعمل مكثف دام أكثر من سنة مع كلية بيت بيرل، من جملة جهود أخرى (رابط في التعقيبات) – ونشيد هنا بدور هذه المؤسسة في مساعي بناء مجتمع مشترك، من خلال هذا البرنامج وفي حرم الكلية بشكل عام.

ندعو مؤسّسات تأهيل المعلمين الأخرى للسير على خطى الكلية الأكاديمية بيت بيرل وتطوير برامج من أجل النهوض بحياة مشتركة- لتنفيذ مخطط وزارة التربية والتعليم من تشرين الثاني 2021. كما وندعو وزارة التربية والتعليم لعدم الاعتماد فقط على الكليات الملتزمة تجاه هذا الموضوع، بل الحرص أيضًا على أن تتبنّى جميع الكليات الأخرى هذا النهج. يجب أيضًا توفير الأدوات والدعم لمديري المدارس الذين يقودون سيرورة التغيير هذه.

مع العلم بأنّ وزارة التربية والتعليم ستنفّذ في الصيف القريب أول برنامج تجريبي لتأهيل المعلمين/ات العرب/العربيات ودمجهم/ن في جهاز التربية والتعليم- بالتالي هي بداية موفقة وخطوة جديرة بالتوسيع

Silence is Golden