1948 ذكرى النكبة : الاعتراف بالماضي والسعيّ للإصلاح

ورشة نجارة اقيمت على انقاض مسجد، منزلٌ تحوّل إلى قن دجاج، مقبرة مهملة وطاحونة قمح واحدة. هذا ما تبقى من قرية اللجّون التي هُجّر أهاليها، وبني على ارضها كيبوتس مجيدو.

سكَنَ قرية اللجون نحو 1,300 شخص، وكان فيها مسجدان، سوق، مركز صحيّ، ست طواحين قمح، خان ومتاجر عديدة. وفقًا للتوثيق على موقع ״ذاكرات،״ عمل سكان القرية في زراعة الحبوب، الخضار والحمضيات. كل ذلك توقّف عام 1948.

في الوقت الذي سيحيي فيه الجزء الأكبر من المجتمع اليهودي ذكرى قيام دولة اسرائيل بأشكال مختلفة، سيتوجّه آلاف المواطنين العرب إلى قرية اللجون المهجرة، للمشاركة في مسيرة العودة السنوية التي تقام لذكرى النكبة وتنظّمها لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين. سيذهب آخرون لزيارة الأراضي التي هجّرت منها عائلاتهم عند قيام الدولة. نكبة واستقلال- يوم يجمع بين قصتين منفصلتين ومتصلتين في آن واحد.

يصف مصطلح النكبة الكارثة التي ألمت بالشعب الفلسطيني والثمن الباهظ الذي تكبده مع قيام الدولة. مع أنّ عام 1948 كان نقطة الذروة، إلا أن النكبة ليست مجرد حدث تاريخي، إنما أيضًا واقع مستمر. تمت خلال السنوات الماضية مصادرة الكثير من الأراضي في البلدات العربية، من الشمال وحتى البلدات مسلوبة الاعتراف في النقب، ولا تزال هذه المصادرات قائمة حتى يومنا هذا.

النكبة هي جزء لا يتجزأ من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا جميعًا- عربًا ويهودًا. لذلك، ومن أجل بناء مستقبل قائم على المساواة الكاملة والشراكة الحقيقية، مستقبل نكون فيه جميعًا أحرارًا، علينا النظر إلى الوراء، الاعتراف بالظلم الذي ارتكب- والسعي من أجل إصلاحه.