حان الوقت لتدريس العربية بشكل جدي ومهني
أرسلوا رسالة إلى وزارة التربية والتعليم
اللغة العربية هي اللغة الأم للمواطنين العرب الذين يشكّلون خُمس مواطني الدولة، واللغة التراثية لنصف المواطنين اليهود تقريبًا. مع ذلك، فإنّ الغالبية العظمى من مواطني الدولة اليهود لا يمكنهم التواصل باللغة العربية، حتى لو بشكل أساسي: فقط %1.6 من اليهود فوق سن الـ 20 يفيدون بأنّهم قادرون على إدارة محادثة يومية (باللغة العربية) بفضل تعليمهم المدرسي، رغم كونها مادة إلزامية في المرحلة الإعدادية منذ عقود.
منذ عام 2019، %7 فقط من مجمل الطلاب اليهود من الصف الأول وحتى الثاني عشر تعلّموا العربية. حتى الطلاب الذين تعلموا العربية لعدة سنوات، واختاروا التقدّم لامتحان البجروت بمستوى خمس وحدات، غير قادرين على إدارة محادثة بسيطة- إذ يتمحور الجزء الأكبر من الدراسة حول فهم النصوص والنحو، وينهي الطلاب دراستهم دون اكتساب مهارات التواصل اللازمة باللغة العربية، ومع معرفة محدودة جدًا بالثقافة والتراث والحيز العربي.
تشير الكثير من الأبحاث والجهات المهنية والعمومية إلى أنّ تدريس اللغة العربية هو إحدى الخطوات الأولى للقضاء على العنصرية وإنهاء الصراع اليهودي-العربي في المجتمع الإسرائيلي. العنصرية والعدائية تنبعان عادةً من مشاعر الغربة، الخوف والارتياب الناتجة أساسًا عن عدم معرفة والتفرقة السائدة، دور جهاز التربية والتعليم هو محاربة التفرقة والجهل. وإعداد الطلاب للمستقبل الذي ينتظرهم بعد انهاء المدرسة. في الحياة التي يندمج فيها طلاب المدارس بعد إنهاء دراستهم، سيلتقي اليهود والعرب في عدة أطر: في الكليات والجامعات، في أماكن العمل، في المشافي، في المواصلات العامة، في المتنزهات عامة وفي الأماكن الترفيهية والتجارية. معرفة اللغة العربية قد تشكّل جسرًا للتعرف على ثقافة وتاريخ وهوية المجتمع العربي، بالتالي للحدّ من المخاوف وتعزيز الشعور بالتماهي والانتماء. هكذا يُبنى مجتمع مشترك.
تدلّ الأبحاث على أهمية التشجيع على تعلم اللغة في مرحلة الطفولة. لماذا إذًا %1.6 فقط من اليهود في إسرائيل قادرين على التواصل بالعربية بفضل تعليمهم المدرسي؟
لذلك، أطلقنا حملة بالشراكة مع جمعية مدرسة تدعو الجمهور للضغط على وزارة التربية والتعليم لتغيير الوضع. الوضع الحالي يجب أن يتغير- شاهدوا الأفلام القصيرة التي أنتجناها والتي توضّح كيف يمكن للواقع أن يبدو، وأرسلوا رسالة إلى وزارة التربية والتعليم. بأنه حان الوقت لتدريس العربية بشكل جدي ومهني!
نشكر الممولين: