لقد حان الوقت لأن تتكلم المتاحف بالعربية
%90 من المتاحف تتجاهل الجمهور العربي- #العربي_حقك_بالمتاحف
في زيارتكم الأخيرة للمتحف – هل رأيتم لافتات باللغة العربية؟ لسنوات عديدة تجاهلت المتاحف الرائدة خُمس سكان الدولة- أي المواطنين العرب. يدل بحث جديد لجمعية سيكوي على أنّ معظم المتاحف تفتقر للمعلومات بالعربية حول المعروضات، ولا توجد جولات إرشادية بالعربية او خدمات أو معلومات باللغة العربية. بدون لافتات، معلومات متاحة على مواقع الإنترنت أو على شبكات التواصل الاجتماعي، فإنّ المتاحف تقول للزوار العرب- حضوركم أنتم وأطفالكم غير مرحّب به.
هذا هو أحد أشكال الإقصاء- الذي يمرر رسالة خطيرة بأنّ المواطنين العرب واللغة العربية غير مرئيين، وبأنّهم ليسوا جزءًا مركزيًا من المجتمع والحيز العام. ولكن المتاحف تموّل بالأموال العمومية للوزارات والسلطات المحلية- وبالتالي، يجب أن تكون متاحة للمواطنين العرب أيضًا، الذين يشكّلون خُمس مواطني الدولة! زيارة المتاحف ليست امتيازًا محفوظًا لشريحة واحدة فقط! بل يجب أن تكون متاحة بشكل متساوٍ أمام جميع المواطنين.
البحث
في بحث سياسات جديد لجمعية سيكوي، والذي أجري في إطاره مسح لـ 20 متحفًا في مختلف أنحاء البلاد، وجد أنّ اللغة العربية غائبة عن المتاحف على جميع المستويات، وليس فقط عن لافتات: في الغالبية العظمى من المتاحف، لا يمكن تلقي إرشاد باللغة العربية، سواء عن طريق أجهزة الإرشاد الصوتي أو مرشد ناطق بالعربية. الخرائط والنشرات في %85 من المتاحف غير مترجمة للعربية، و %90 من المتاحف لا تدير صفحة فيسبوك بالعربية (عدا عن متحف الفن الاسلامي ومتحف إسرائيل، القدس.
ولكن خلق التغيير ليس مستحيلًا، وهذا ما أثبتته عدد من المتاحف (كل الاحترام للمتحف الإسلامي، متحف العلوم، ومتحف بلدان الكتاب). إلى مدراء المتاحف، القيّمون على المتاحف وصنّاع القرار- القوة موجودة بين أيديكم! نقدم في البحث توصيات بسيطة، ألتي يمكن تنفيذها خلال وقت قصير وباستثمار بسيط. يجب استقبال جمهور واسع في جميع المتاحف.
اقرؤوا المزيد في البحث الكامل
الحملة الإعلاميّة
إلى زوار المتاحف العرب- نحن بحاجة إليكم كي نصنع التغيير معًا! تواصلوا معنا، حدّثونا عن تجاربكم- في زياراتكم للمتحف، مع أو بدون أطفالكم، هل كانت اللغة العربية حاضرة في المتحف؟ أين وجدتم نقصًا، وكيف أثّر ذلك على تجربتكم؟ سنقوم بنشر القصص، وسنتوجّه إلى المتاحف المذكورة.معًا سنصنع التغيير!
الإصدار- حوارية رقميّة ( ويبنار)
شاهدوا واستمعوا “لماذا لا تتحدث المتاحف العربيّة؟” حواريّة ونقاش مع مختصين في مجال المتاحف، الفنون والأكاديميا- ما هي العواقب الخطيرة لإقصاء اللغة العربية من المتاحف، مدير عام متحف الفن الإسلامي، نديم شيبان، الفنانة والناشطة حنان أبو حسين، و الباحثة والمحاضرة في مجال الفنون في كلية بيت بيرل، د. فيرد حيروتي. توجّه الندوة د. غال هيرمت، مديرة المشروع المبتكر “ميماغديريت” – خبيرة في النقد الأيديولوجي للمتاحف والمواقع الثقافية، حاصلة على الدكتوراه في التحليل الجندري لإدارة الصراعات، وعلى اللقب الثاني في الدراسات الجندرية.
“اسمي حنان مرجيه، من قرية أعبلين. أحب التاريخ، التراث والسرد منذ صغري- المتحف بالنسبة لي هو تجربة ليس من السهل التنازل عنها، وفي كل زيارة لي لدولة جديدة، كنت أزور المتاحف في المنطقة. مع ذلك، لم أصطحب أطفالي إلى أي متحف في إسرائيل إلّا بعد سنوات عديدة. على الرغم من مشكلة القصص التاريخية وسياق سردها في المتاحف الإسرائيلية التي أنا على علم جيد بها وان المتاحف في إسرائيل غير متاحة للمجتمع العربي، فإنّ تجربة الزيارة في متحف إسرائيلي مع طفلي كانت مخيبة للآمال أكثر مما توقعت.
يبلغ ابني البكر من العمر 6 سنوات، وبالرغم من حماسه للزيارة الأولى في المتحف- إلّا أنه شعر بالغرابة وعدم الانتماء للمكان. عند مدخل المتحف، لم تكن هناك أي كلمة باللغة العربية- مع أنّ المعارض كانت معدّة للأطفال خلال العطلة الصيفية في مدينة مختلطة. بدأ ابني بتعلم قراءة اللغة العربية مؤخّرًا فقط، وسألني في المتحف مرارًا وتكرارًا لماذا لا توجد أي كلمة بالعربية، لماذا كُتب كل شيء بالعبرية. بحث عن يافطات كتب عليها بالعربية، ولم يجد سوى بضع يافطات لم تحتو على معلومات مهمة ومركزية. اضطررت لأن أترجم له الشرح للعربية، ومع مرور الوقت وازدياد الضجيج من حولنا- فقد اهتمامه وطلب أن نخرج.
يهمّني كأم أن أعوّد طفلي على زيارة المتاحف، لأنّني أؤمن بأنّه من خلال الارتباط بالثقافة، الفنون والتاريخ، يمكننا محاربة العنف، تعزيز الإبداع لدى الأطفال ورغبتهم في مساعدة الآخرين وتطوير المجتمع الذي يعيشون فيه. هناك علاقة بين موجة العنف المستفحل في المجتمع العربي، والنقص في أماكن الترفيه وأطر الشبيبة في ساعات ما بعد الظهر، وهذا يخلق فراغًا خطيرًا. يجب إقامة متاحف في المجتمع العربي، وإلى أن يحدث ذلك- يجب إتاحة المتاحف في إسرائيل باللغة العربية. الثقافة هي كنز مهم الذي يجب أن يكون متاحًا ومعدًّا لجميع مواطني الدولة، للكبار والصغار- وليس فقط لمجموعات مختارة.”اسمي سلوى دياب من مدينة طمرة .في نهاية العطلة الصيفية، تحمسّنا للذهاب مع العائلة إلى متحف الطبيعة في تل أبيب،
بجوار جامعة تل أبيب- حيث كنت أدرس قبل بضع سنوات.
ذهبت أنا وزوجي وطفلاي، 7 أعوام و9 أعوام. كان يومًا مميزًا- العائلة بأكملها تخرج في سيارة واحدة لقضاء يوم مليء بالمفاجآت. يحب طفلاي الحيوانات، وكان الحماس ظاهرًا على وجهيهما من أن وصلنا- وعندما تنقّلنا من حيوان إلى آخر. أردنا تصوير كل حيوان، أسعدتنا رؤية لافتات بالعربية واستطاع طفلاي التجول لوحدهما لتعلّم ومعرف المزيد. ولكن عندما وصلنا إلى الجولة خارج مبنى المتحف- لم تكن هناك معلومات باللغة العربية. شعرنا بأنّ أمامنا حاجزًا يمنع الأطفال من الفهم، عيش التجربة ومعرفة معلومات جديدة. بدأت أترجم لطفليّ المعلومات المكتوبة بالعبرية، ولكنني رأيت أنّهما فقدا الاهتمام. تحولت تعابيرهما من الحماس إلى الإحباط، وكان واضحًا أنّ التجربة لم تعد مثيرة كما في الأجزاء الأولى من الجولة. الجزء الثاني من الجولة كان مخيّبًا للآمال، وكأم، كان صعبًا بالنسبة لي رؤية مشاعر النفور وعدم الاهتمام والانتقال الحاد وغير المفهوم- من الاستمتاع بالمتحف إلى خيبة الأمل في المحطات المختلفة.”
أسمي ياسمين حجيرات من قرية نَحف ، زوجي فنان عربي (محمود قيس)، من مهم لنا أن نربي ونرفع وعي أولادنا على تقدير الفن. عندما نتجول في بلادنا مع الأطفال، مهم جدًا لنا أن نتوقف في صالات العرض والمتاحف. نفضل المتاحف حيث اللغة العربية متاحة بها ومتواجدة في حيزها العام – حتى يتمكن الأطفال من الاستمتاع بزيارتهم للمتحف بالكامل
عند زيارة متحف إسرائيل في القدس، كانت تجربتنا إيجابية وغنية بالمعلومات. بقينا هناك لساعات- زرنا قسم الفنون، المعارض المتغيرة، قسم الأطفال، ومعارض الفنون التاريخية. أتذكر معرضًا لفنانة عربية، الذي شمل فعالية تفاعلية مع الزوار. ولأنّ الفعالية شملت إرشادًا صوتيًا باللغة العربية، كانت المعلومات مفهومة لابنتي، واستطاعت المشاركة. التقينا في المتحف بمجموعات أطفال مدرسية- وقد أسعدتنا رؤية زوار عرب وأطفال فضوليين في المتحف.
مع أنّنا نهتم بإدخال الفنون إلى حياة أطفالنا وزيارة أكبر عدد من المتاحف، لكننا لا نفضّل عامة الذهاب إلى متاحف الإرشاد فيها متوفر باللغة العبرية فقط، خاصة عندما نكون مع الأطفال. يهمنا أن يستمتعوا بالتجربة وألا يشعروا بأنهم غرباء”.