دروب متداخلة: سياحة مشتركة

عيش المجتمعان العربي واليهودي في إسرائيل، معظم الوقت، الواحد بجانب الآخر ولكن بدون لقاء حقيقي ومتساو. إن انعدام المساواة بين اليهود والعرب لا يتجسد فقط في مسألة تقسيم الموارد المادية، بل أيضا في انعدام التماثل في علاقات الأغلبية والأقلية: الأقلية تعرف لغة الأغلبية، ثقافتها، تراثها وتقاليدها لكن الأغلبية اليهودية تكاد لا تعرف شيئا عن الأقلية العربية.

ولغرض مواجهة هذا التحدي نعمل في العقد الأخير على تطوير بنى تحتية سياحية في البلدات العربية في جميع أرجاء البلاد، وسياحة مشتركة تربط بلدات يهودية وبلدات عربية متجاورة. يمكن للسياحة أن تعمل كمحرك قادر على إحداث التغيير في علاقات المواطنين العرب واليهود في إسرائيل، وعلى اتاحة لقاء مباشر، معمق وجدي يؤدي إلى انخفاض منسوب الخوف والاغتراب المتبادلين، وإلى بناء واقع جديد على أسس الاعتراف والمساواة. إن السياحة التي نؤمن بها تعتمد على التعاون وعلى أشخاص مميزين، وهي سياحة تقرب سياحة تقرب القلوب وتقتحم الجدران، سياحة تكشف التواريخ والثقافات غير المعروفة، التقاليد والمطابخ المحلية. إنها سياحة من القلب الى القلب.

لقد انضممنا في جمعية سيكوي قبل عدة سنوات الى مبادرين سياحيين يهود وعرب في أربع مناطق في أرجاء البلاد، لغرض تطوير مشترك للسياحة في بلدات عربية والتعاون مع بلدات يهودية. بالتعاون مع جمعية “النسيج الأخضر” في وادي عارة ومجموعة “طريق البحر” في المثلث الجنوبي ومؤسسات سياحية في الناصرة، شفاعمرو سخنين ودير حنا، عملنا على تطوير البنى التحتية السياحية في البلدات العربية في المناطق المشتركة، لتخطيط مسارات رحلات ومرافق سياحية لمجموعات وأفراد معنيين بزيارة المجتمع العربي والتعرف عليه.

بفضل هذا العمل، هناك اليوم ثماني بلدات عربية في مختلف أنحاء البلاد تجري فيها جولات للجمهور العريض ولمجموعات من البلاد والخارج. يقود هذه الجولات مرشدون محليون، وتلتقي المجموعات مع رجال دين، قادة اجتماعيين ومبادرين وتحظى خلال ذلك بالتعرّف وزيارة معالم ثقافية قائمة في هذه البلدات.

النشاط السياحي يدار في نطاق مشترك: “طرق متداخلة” التي نقوم بواسطتها بتسويق الجولات لمجموعات وأفراد، ننتج نشاطات متميزة مثل جولات ليالي رمضان، جولات عيد الميلاد، جولات الثقافة، التاريخ والمأكولات وغيرها.