المواصلات في البلدات العربية

المواصلات العامة هي خدمة أساسية وأداة حيوية لتقليص فجوات اجتماعية واقتصادية. والأمر صحيح خصوصًا، بالنسبة للبلدات العربية الواقعة بمعظمها في الأطراف جغرافيًا وتعاني من التمييز المتواصل في تطوير وتخطيط البنى التحتية للمواصلات، ومن خدمات مواصلات عامة منخفضة. نتيجة لذلك، فإن المواطنين العرب يقصَون عن مركز النشاط الاقتصادي، الثقافي والاجتماعي في اسرائيل. وبالتالي توجد أهمية عليا لتخطيط، تطوير ودفع موصلات لائقة، بحيث تلبي الاحتياجات المتميزة للبلدات العربية.

مطلع سنوات الـ2000 لم تكن تقريبًا مواصلات عامة في البلدات العربية، بما فيها المدن والبلدات بتعداد عشرات ألوف السكان للبلدة الواحدة. وقامت في السنوات الأخيرة وزارات: المواصلات، المالية، والمساواة الاجتماعية بخطوات جدية لدفع خدمات المواصلات العامة، وخصوصًا إثر قرار الحكومة رقم 922، ولكن ما زال هناك طريق طويلة لمساواة مستوى الخدمات مع البلدات اليهودية، والوصول للمستوى المطلوب الذي يلبي احتياجات السكان في البلدات العربية.

لذلك، فإننا نعمل على تقليص الفجوات، دفع وتحسين المواصلات العامة وبناها التحتية في مجمل البلدات العربية بواسطة المرافعة أمام وزارات الحكومة المعنيّة، ومن خلال مساعدة السلطات المحلية العربية، وبالتعاون مع منظمات مجتمع مدني أخرى ناشطة في المجال.

نشرنا عام 2012 بحث: من العوائق إلى الفرص. اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻟدات اﻟﻌرﺑﯾﺔ، وبواسطة نموذج من العوائق الى الفرص  الذي طورته جمعية سيكوي، شخّصنا عوائق تمنع دفع خدمات المواصلات العامة في البلدات. وبلورنا في البحث عدة توصيات سياسية محددة لدفع المواصلات العامة في البلدات العربية، التي طبقت وزارات الحكومة الكثير منها خلال السنوات السابقة.

كذلك، أجرينا لقاءات مشاركة للجمهور في كفر قاسم، سخنين، عسفيا وغيرها، ورافقنا هذه السلطات في تأليف استطلاع احتياجات محلي مفصل، سيعرضونه على وزارة المواصلات لتحسين ملاءمة الخدمات المقدمة لاحتياجات سكانها. وعلى أساس التجربة الطويلة التي راكمناها، سننشر قريبًا مرشدًا تطبيقيًا لإجراء لقاءات مشاركة للجمهور واستطلاعات احتياجات للسلطات المحلية العربية. كذلك، نواصل مرافقة سلطات إضافية والعمل أمام وزارات الحكومة المعنيّة، لدفع مستوى خدمات المواصلات العامة وبناها التحتية في السلطات المحلية العربية.