حول مجال النشاط
يعيش المواطنون العرب واليهود متجاورين في البلاد، ورغم الفصل القائم في المسكن والأطر التعليمية، إلا أن هنالك فضاءات عامة لا بأس بها، يتقاسمها المواطنون العرب واليهود. رغم ذلك، فإن هذه الفضاءات، بشكل عام، لا تعكس من خلال طابعها حقيقة أنها تخدم العرب واليهود على حد سواء.
غياب اللغة العربية عن الفضاء العام، أو حضورها بشكل مشوه وغير لائق، هي نماذج بارزة لمحو حصة المواطنين العرب من الفضاء المشترك. إلا أن اللغة العربية ليست وحدها مغيبة: التعامل مع الثقافة العربية في الفضاءات العامة المشتركة وتوفير تمثيل لائق للمتحدثين والمختصين العرب في المناسبات العامة، هي جزء من التغييرات التي نريد احداثها في الفضاء العام.
للمواطنين العرب، أبناء الأقلية القومية الفلسطينية، الحق بالتمثيل اللائق لهويتهم القومية في الفضاء العام. من أجل بناء مجتمع مشترك على أساس الاحترام المتبادل لحقوق الجميع، يجب أن تكون فضاءاتنا العامة مشتركة بالفعل. يجب أن تكون اللغة، الثقافة والهوية القومية للمواطنين العرب، حاضرة في الفضاءات العامة، إلى جانب لغة وثقافة المواطنين اليهود.
نعمل على مدار الأعوام من أجل بناء فضاءات عامة مشتركة في عدد من المجالات، في الوقت ذاته. في لب عملنا اليوم فإننا نعمل لضمان حضور اللغة والثقافة العربيتين في أماكن الترفيه وقضاء أوقات الفراغ وفي المواصلات العامة. إننا نعمل لضمان أن تكون هذه الفضاءات العامة مشتركة بنظر المجتمعين دون أي اشتراط لذلك وأن لا يشعر المواطنون العرب بان ثمة مطالبة أو ضغطا عليهم لاخفاء هويتهم أو التنكر لها. كما أننا نعمل لضمان التمثيل اللائق لمتحدثات والمتحدثين العرب في المؤتمرات العامة.
المواصلات العامة
في السنوات الأخيرة، تمكنا من تسجيل انجازات غير مسبوقة في هذا المجال. بفضل الحملات الاعلامية وعمليات المرافعة التي بادرنا اليها، صار هنالك لافتات باللغة العربية في الباصات، في محطات القطار والباصات في انحاء البلاد. والآن، فإننا نعمل من أجل اضافة العربية أيضا إلى خدمات المناداة والمعلومات التي يتم تحديثها في الباصات والقطارات، وكذلك في البوابة المركزية لاسرائيل: مطار بن غوريون، يجب أن تكون العربية حاضرة باللافتات، وبخدمات المناداة والمعلومات.
أماكن الترفيه وقضاء أوقات الفراغ
نقوم برصد لأماكن الترفيه وقضاء أوقات الفراغ في كافة انحاء البلاد ونفحص مدى حضور اللغة والثقافة العربية في هذه الفضاءات العامة: ان كانت هنالك لافتات، خدمات ارشاد ومنشورات باللغة العربية. الأماكن التي لا يكون حضور العربية فيها قائما أو كافيا، فإننا نتوجه إلى القائمين عليها للمطالبة باحداث التغيير المنشود، كي تحظى هوية وثقافة الزوار العرب لهذه الأماكن بالاعتراف والاحترام.
من بين الأماكن التي نتوجه اليها: المتاحف، مدن الملاهي، حدائق الحيوان، المعارض والحدائق القومية المركزية في اسرائيل.
التمثيل اللائق في المؤتمرات
إننا نعمل لضمان التمثيل اللائق للمختصات والمختصين العرب، في المجالات المختلفة، كمتحدثين في المؤتمرات العامة الكبيرة. وفقا لرؤيتنا، فإن المؤتمرات تشكل فضاء عاما، من الضروري فيه الانكشاف إلى أكبر عدد من وجهات النظر لمختلف المواضيع. إننا نتوجه إلى الجهات التي تنظم المؤتمرات العامة، نتايع المؤتمرات التي تقوم عليها ونتوجه اليها خطيا من أجل اطلاعها على اهمية الموضوع وعلى مسؤوليتها لتحسين الوضع الحالي.
الحق بالهوية في الفضاء العام
أحد الامتحانات امام الفضاءات العامة يكون بأن يشعر المواطنون العرب فيها بالانتماء لا بالاغتراب، وألا يضطروا لاخفاء هويتهم أو يشعروا بأنهم غير مرغوب فيهم في هذه الأماكن. لذا، فإننا نعمل لرفع الوعي بين المواطنين العرب لحقوقهم بشأن تحدث العربية في أماكن اعمل وعدم التنكر لهويتهم. وبالمقابل فإننا نعمل أمام أصحاب المتاجر والمجمعات التجارية اليهود من أجل رفع الوعي لديهم للمضامين الاقصائية التي تحتويها لافتات مثل “مطلوب بعد الجيش”. فيما يتعدى حقيقة أن هذه الحقوق مكفولة في القانون، يهمنا بأن تكون العلاقات في هذه الأماكن معتمدة على قيم الاحترام والمساواة ولذا فاننا نعمل من خلال الحملات الاعلامية الى رفع الوعي وتغيير الممارسات الاقصائية والمهينة.