المزيد عن مشروع مناطق مساواه
مشروع “مناطق مساواة” المدار من قبل جمعية “سيكوي” هو نتاج قناعة راسخة بأنه لا يمكن تحقيق المساواة الكاملة بين المواطنين العرب واليهود في البلاد إلاّ بالعمل على توزيع الموارد بشكل متساوٍ على مستوى المناطق أيضاً. تستند هذه القناعة على ثلاثة أسس: الأول أنّ جزءاً كبيراً من موارد الدولة موجود في المناطق والأقاليم (الأرض، البنى التحتية للمواصلات، البنى التحتية الموفّرة لأماكن عمل، جودة البيئة، السياحة وغيرها). الثاني أنّ الكثير من القرارات الصادرة بشأن تخصيص هذه الموارد، متأثر على مستوى المناطق، برؤساء السلطات المحلية أنفسهم وبما يدور أثناء العمل المشترك مع أصحاب القرار في الحكم المركزيّ. أمّا الثالث فمتعلّق بالجيرة الحسنة والاحترام المتبادل كعاملين لهما التأثير الحاسم على الازدهار وجودة حياة السكان الذين يعيشون في الحيّز ذاته.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع “مناطق مساواة” قد نشأ من تجربة العمل في منطقة المثلّث الشماليّ (وادي عارة) والتي خاضتها سيكوي بين الأعوام 2007-2011 وكان جوهرها إقامة الأطر للعمل المشترك المناطقيّ ما بين سكان المكان العرب واليهود. هناك اليوم، وبفضل هذا الجهد، منطقتين لتوفير أماكن عمل قيد التخطيط، وجمعية مشتركة تعنى بشؤون السياحة، تعمل جيداً بهمة ونشاط.
للاطلاّع على التجربة: خارطة طريق لشراكة بين السلطات المحلية العربية واليهودية في منطقة وادي عارة.
كذلك، يمكن قراءة التقرير الصادر بصحيفة “هآرتس”: http://www.haaretz.co.il/misc/1.1194017
يعمل المشروع “مناطق مساواة” على خلق شراكات حقيقية ذات قيمة ومستدامة ما بين بلدات المكان اليهودية والعربية. كما يعمل على إزالة المعيقات وبناء علاقات تعتمد المصالح المشتركة لدى رؤساء السلطات المحلية والإقليمية، العرب واليهود، لدى الموظفين المهنيين فيها وأيضاً لدى السكان ومنظمات المجتمع المدني، كي تبني جميعها سوية وبقيادة سيكوي، الأطر الدائمة المناطقية المشتركة والمستدامة. تسعى هذه الأطر لتشخيص وتنظيم المهام والتحركّات اللازمة، ثمّ العمل فعلياً بغية تلبية الاحتياجات المشتركة وتوزيع موارد المنطقة بالتساوي بين العرب واليهود. من شأن هذه الأفعال المساهمة وبشكل كبير في تقليص الإحتقان ما بين العرب واليهود، مواطني الدولة، وفي خلق الرافعات التي تنهض بالتنمية الاقتصادية المشتركة وكذلك في تصليح الأضرار البيئية التي تمسّ السكان ثمّ تحسين الحياة المشتركة المبنية على الاحترام المتبادل.
هذا المشروع ممول من قبل USAID – التابع للكونغرس الأمريكي، ضمن منحة لمدة ثلاث سنوات.
النشاطات الحالية للمشروع
أقمنا منتديين لرؤساء السلطات المحلية والإقليمية في إثنتين من مناطق البلاد. الأوّل بمنطقة الشمال (الناصرة – عيمك يزراعيل) ويشمل تسع سلطات محلية (الناصرة، المجلس الإقليمي عيمك يزراعيل، إكسال، كفار تڤور، يافة الناصرة، مڠدال هعيمك، دبورية، العفولة وبستان المرج). أمّا الثاني وهو منتدى الشراكة المناطقية، فيتكوّن من سبع سلطات محلية في المثلّث الجنوبيّ والشارون. (كفر قاسم، روش هعاين، المجلس الإقليمي دروم هشارون، كفر برا، كوخاڤ يئير، جلجولية والطيرة).
عامةً، يلتقي المنتدى المشترك لرؤساء السلطات المحلية في المنطقة، مرةً كل ثلاثة أشهر إيماناً منهم بأفضلية المعالجة المشتركة للقضايا الساخنة على مستوى منطقتهم. من المواضيع الجوهرية التي طرحها رؤساء السلطات المحلية في المنتديين، إقامة و/أو توسيع مناطق مشتركة موفّرة لأماكن عمل، معالجة الآفات البيئية، تطوير المواصلات العامة، معالجة شبكة الطرق داخل المنطقة وسياحة مناطقية مشتركة.
ولإيجاد الحلول المناطقية المشتركة لهذه القضايا، شكّلنا مجموعات عمل مهنية تعنى بمواضيع محدّدة وواضحة. تتكوّن هذه المجموعات من مختصين، مدراء عامّين ومهندسين موظفي السلطات المحلية. تضمن طريقة العمل هذه، معالجة القضايا بشكل مهنيّ وكذلك بناء الأطر الدائمة التي ستواصل العمل المشترك العربيّ اليهوديّ ما بعد إنتهاء المشروع وبدون ارتباط بمسألة إعادة انتخاب أو عدم انتخاب رؤساء السلطات المحلية الحاليين.
المناطق الصناعية :
تشكّل المناطق الصناعية أحد أهم مصادر الدخل للسلطة المحلية. عملياً، فقط 2.4% من المناطق الصناعية في إسرائيل موجودة ببلدات عربية، الأمر الذي يؤثّر بشكل بالغ على فرص العمل لدى المواطنين العرب، وعلى احتمالات تحقيق البلدات العربية الاستقرار الاقتصادي وأيضاً على عدم المساواة في الحيّز. هذا التأثير، يزداد حدّة كلّما قامت الحكومة بتقليص ميزانيات الحكم المحليّ فتزداد معه الفجوة ما بين البلدات العربية واليهودية لتصبح هوّة بكافة مجالات الحياة. بالإمكان الإطلاع على مقال مديريّ المشروع حول ضرورة إقامة مناطق مشتركة موفّرة لأماكن العمل: http://972mag.com/arab-jewish-industrial-parks-the-last-chance-for-economic-equality/76309/
المواصلات العامة :
في الغالبية الساحقة من البلدات العربية تنعدم خدمات مواصلات عامة مناسبة ولائقة، مما يجعل عدم المساواة، مقارنة مع البلدات اليهودية، أكبر بكثير. بأفضل الحالات قد نجد خط باص واحداً يمرّ حول البلدة وفي أحيان نادرة، يمر بطريق مركزية واحدة داخل البلدة. استناداً لبحث أجرته جمعية سيكوي: “من العوائق إلى الفرص: المواصلات العامة في البلدات العربية” https://sikkuy-aufoq.org.il/wp-content/uploads/2014/01/muwasalt2012.pdf تبيّن وبشكل واضح أن الدولة قد بدأت، فقط في السنوات الأخيرة، استثمارها بالمواصلات العامة للبلدات العربية، وذلك انطلاقاً من توجّه جديد يسعى لتقليص الفجوات القائمة وتوفير خدمات المواصلات العامة للسكان العرب. من المعلوم أنّ منالية المواصلات العامة ذات تأثير بالغ على منالية العمل والدراسات العليا كما الخدمات الصحية ومرافق الترفيه. في إطار المشروع “مناطق مساواة”، نحن نعمل سوية مع مجموعات عمل مموّلة من قبل السلطات المحلية، على تطوير مواصلات عامة مناطقية وبذلك سدّ الفجوات القائمة في هذا المجال الحيويّ.
جودة البيئة :
في السنوات الأخيرة هناك ازدياداً بالوعي واهتماماً بالحفاظ على جودة الحياة عامة وجودة البيئة بشكل خاص. ولا شك بأن الأهمية تنبع من كوننا نتحدث عن جودة الهواء الذي نستنشقه وعن الماء الذي نشربه وأيضاً التربة التي نزرع فيها ما نأكل، وهي كلّها أمور مشتركة بطبيعة الحال لنا جميعاً كما أن الأبعاد المترتّبة عنها تطال عدداً من السلطات المحلية الموجودة بمنطقة جغرافية واحدة. على سبيل المثال لا الحصر، غياب الحلول لمشاكل تصريف المياه العادمة (الحلول النهائية) يخلق جموداً في قدرة البلدة على التطوّر والنموّ الأمر الشائع في البلدات العربية والمسبب لضائقة جدية في المجال. من هنا تنبع الأهمية الكبرى لمسألة التأسيس لقيام الشراكة بين مختلف السلطات المحلية. وهذا ما حصل في الشمال، إذ قرر رؤساء السلطات المحلية بعد مرافقة حثيثة من قبل سيكوي ونظراً لوجود مشاكل مزمنة من الناحية البيئية، توفير الحلّ من خلال إنشاء إتحاد مدن مشتركاً لجودة البيئة. تقوم سيكوي بقيادة هذا الإتفاق وتبني قاعدة بيانات مناطقية احترافية في هذا المجال، كما تعمل سوية مع وزارة جودة البيئة ومع السلطات المحلية على صياغة حل توافقيّ.
سياحة مناطقية مشتركة :
السياحة هي أحد مكوّنات مشروع “مناطق مساواة” لكنها الوحيدة التي لا تتمّ على مستوى رؤساء السلطات المحلية بل على مستوى المواطنين المتجندين من أجلها في منطقتهم، وهذا ما يميّزها. إننا نقوم بتشكيل مجموعات من السكان ومن المبادرين المحليين لتأسيس جمعية سياحية مناطقية مشتركة للعرب واليهود، تصبح فيما بعد الإطار الدائم من خلاله يتمّ تطوير السياحة في المنطقة. لقد تمّ تخطيط نموذج العمل وفق المعايير الاقتصادية المحرّكة للخطوات والاستثمارات الربحية، بعد تعلّمنا من تجربتنا في المثلث الشماليّ (وادي عارة) وفي جسر الزرقاء، أن الحركة السياحية تفتح الآفاق الاقتصادية أمام السكان للقيام بمبادرات ذاتية تشكّل لاحقاً مصدر دخل للعديد من الأشخاص. كما وتعلّمنا أن بمقدور الحركة السياحية إعادة إنتاج الكرامة المحلية والشعور بالإنتماء للمكان وكذلك بناء الإنتماء للمنطقة وتطوير الشراكة العربية اليهودية فيها. في العام 2013، قامت سيكوي سوية مع مجموعة السياحة من منطقة المثلث الجنوبيّ، بتدشين المبادرة السياحية التجريبية “سحر رمضان” والتي نجحت بجلب مئات السائحين الذين تمتّعوا بسحر المنطقة الخاص وبعادات الشهر الكريم لدى المسلمين. لقد عرّفت هذه المبادرة العديد من السوّاح على البلدات العربية واليهودية الواقعة في منطقة المنتدى وخلقت حركة اقتصادية نشطة عادت بالفائدة على شرائح عديدة داخل المجتمع المحليّ.