سيكوي-أفق للمساواة والشراكة (ج م)

لتنزيل المنشور بتنسيق PDF

في عام 2019، أجرت جمعية سيكوي فحصًا لمدى حضور المجتمع العربي-الفلسطيني في المواد التعليمية المعدّة للمدارس العبرية في المواضيع التالية: اللغة العبرية، الرياضيات، العلوم والإنجليزية. مع أنّ المواطنين العرب يشكّلون %20 من السكان، وجدنا أنّ هناك إقصاء شبه مطلق للقيم والتنوع الثقافة العربية-الفلسطينية. لا يوجد تمثيل لمثقفين ومثقفات ولمفكرين ومفكرات عرب، تغييب تام  لأسماء أشخاص وبلدات عربية،  إلى جانب غياب تمثيل التعددية الاجتماعية والدينية وما إلى ذلك.

بالإضافة إلى تركيزنا على قضية التمثيل في المواد التعليمية، عزز هذا البحث من إدراكنا لوجود إشكالية منهجية في معالجة وزارة التربية والتعليم للقضايا المثيرة للجدل. في عام 2016، أصدر المدير العام لوزارة التربية والتعليم منشورًا بخصوص موضوع الخطاب التربوي حول القضايا المثيرة للجدل في المدارس، مع التأكيد على أن الغرض من المنشور هو تشجيع المعلمين على إجراء الحوار في الفصول الدراسية. كما جاء أن “التعليم بغاية الوعي السياسي والمدني هو هدف مرغوب فيه في كل دولة ديموقراطية وأيضًا في دولة إسرائيل، ومن واجب جهاز التربية والتعليم تشجيع الطلاب على اكتساب المعرفة حول كل ما يحدث على الساحة العامة في إسرائيل، وإجراء الحوار حول هذه القضايا وصياغة المواقف، كلٍ من وجهة نظره، مع تعليل وتوضيح وجهة النظر هذه”.

المعرفة الواقعية للصراع الإسرائيلي-فلسطيني والمجتمع العربي – التاريخي

الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني والعلاقات العربية-يهودية هي قضايا مثيرة للجدل وخلافية للغاية، وتؤثر بشكل كبير على حياة الطلاب وكافة المواطنين في إسرائيل. يجدر مناقشة تمثيل أو إقصاء المجتمع العربي في المواد الدراسية وفقاً للتوجيه أعلاه، ولكن للأسف في السنوات التي تلت منشور المدير العام، نرى أن وزارة التربية والتعليم لا تعمل بشكل كافٍ لضمان تنفيذه. نوصي في المبادرة باتخاذ الإجراءات التالية:

المعرفة الواقعية للصراع الإسرائيلي-فلسطيني والمجتمع العربي – التاريخي،الجغرافي وعرض رواية كل مجتمع حول الاحتلال، وأي معلومات أخرى ذات صلة. تكشف دراسة بروفيسور بن عاموس الجديدة التي طرحت على لجنة التربية والثقافة عن جزء من المعلومات المنقوصة. بشكل عام، يجب عرض شخصيات عربية نموذجية، على أن يرافق ذلك حضور وشرعنة مظاهر الانتماء والتماهي مع الهوية الجماعية الوطنية الفلسطينية.

استكمالات وتدريبات لمعلمين في جهاز التربية والتعليم

نرى أهمية قصوى لدور الكوادر التربوية والباحثين العرب في هذه السيرورة.استكمالات وتدريبات لمعلمين في جهاز التربية والتعليم وطلاب التربية “التدريسفي الكليات – توفير آليات تربوية للتعامل لإدارة حوارات حول القضايا الخلافية والمثيرة للجدل داخل الصف، والتي تثير الحساسية الشديدة لدى بعض الطلاب.

يشير تقرير مراقب الدولة من عام 2016: التربية للحياة المشتركة ومناهضة العنصرية الى أنّ نطاق استكمالات المعلمين في مجال التربية للحياة المشتركة والصراع اليهودي-فلسطيني ضئيلًا للغاية ويبلغ أقل من واحد بالمائة من كافة استكمالات المعلمين. رد الوزارة على طلب العيادة للمساواة في جامعة بار-إيلان عام 2019 لم تتطرق إلى  عدد  الاستكمالات الحالية مقارنة بنسبة لمجمل الاستكمالات، ولا يوجد ما يدعو للافتراض أن نطاق الاستكمالات ازداد بشكل ملحوظ. حتى في كليات تأهيل المعلمين، لا يوجد حتى الآن مساق إلزامي يتناول هذه القضايا في المناهج الدراسية التي يضعها مجلس التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم.

الدعم الممنهج من قبل وزارة التربية والتعليم

  1. يجب على المعلمين والمدراء ومؤلفي الكتب التعليمية أن يعرفوا أنه بمقدورهم طرح القضايا اليومية والعامة الملحة للطلاب، بطريقة عميقة، من غير المخاطرة بفقدان وظائفهم، بل على العكس– يتلقون التوجيه والدعم إذا لزم الأمر، اضف الى ذلك، يجب أن يتم تقييم عملهم وتقديره. نخص بالذكر دراسة يقودها البروفيسور عيران هلبرين والتي تعرض تصورات المعلمين وأولياء الأمور ووزارة التربية والتعليم حول طرح المواضيع المثيرة للجدل في الفصول المدرسية.على الرغم من أنّ حوالي 87٪ من المعلمين ونسبة مماثلة من أولياء الأمور يعتقدون أنه يجب تناول قضايا العلاقات اليهودية-العربية في المدرسة، إلا أنّ 47٪ فقط من المعلمين يعتقدون أنّ النظام المدرسي يتوقع منهم ذلك. في التعليم الديني الحكومي، نسبة المعلمين الذين يعتقدون أن جهاز التربية والتعليم  يتوقع منهم عدم تدريس هذه المسألة تبلغ 74٪.

تسود الواقع الحياتي  في إسرائيل 2020  حالة من الاستقطاب والانقسام. في المسكن، في جهاز التربية التعليم وفي البيئة الاجتماعية والثقافية، هنالك فصل شبه كامل بين العرب واليهود. لذلك، للمعلمين والمواد التعليمية التي يستخدمونها  دورٌ رئيسي وهام في منح المعرفة والآليّات  للتقليل والحد  من الاغتراب والإقصاء والسعي لتعزيز  الحياة المشتركة. يتوجب على وزارة التربية والتعليم أن تتحمل مسؤولية تربية جيل من الطلاب والطالبات أكثر استعدادًا للشراكة المعقدة والهشة التي تقوم هنا بين العرب واليهود.

 

This website uses "cookies", that are sometimes necessary for data usage, monitoring, control, and service improvement. Continued browsing of the site constitutes consent to the terms and privacy policy detailed in the following link.
Accept
Silence is Golden