كيف يُكتَب الحب بالعربية؟
بمناسبة عيد الحب، ركّزنا من أجلكم مجموعة من الشعراء والفنانين العرب والفلسطينيين الذين كتبوا عن الحب.
هذه القصيدة تُدعى ” أن تحب” للشاعر الشاب والمعروف مروان مخول- ابن قرية البقيعة في الشمال، وتعود أصول والدته وعائلتها إلى لبنان. لحّن هذه القصيدة الفنان اللبناني مارسيل خليفه، وغنتها الفنانة اللبنانية أميمة الخليل- وهو تعاون ثقافيّ عربي من المفروض ان يكون مفهوم ضمناً – ولكنه مركّبًا وعابرًا للحدود في واقعنا هذا.
“ان تحب يعني ان تتبع ريشة
فيلهث ظلك خذني معك
ببطء الثلج النازل تتبعها غائبا عنك، تنسى
من كنته من قبل. وأهلك”
- هذه القصيدة تدعى “مواسم البنفسج” من ألبوم “قصائد حب من فلسطين” للفنانة الراحلة ريم بنا- إلى جانب قصائد ألّفها لها شعراء معاصرون، أحيت ريم أغاني فولكلورية منسية من الثقافة الفلسطينية، للأطفال وللكبار.
“يا حبيبي ضمني اليك
برقة كما البيلسان
وحاورني بلغة الليلكي كما نيسان
يا حبيبي . يا حبيبي
رحل القمر و مازالت همساتنا . قبلاتنا
ترفل على شاطئ الليل تثير فرح الموج”
- قامت بأداء هذه الأغنية الشهيرة الفنانة أمل مرقص- وهي مغنية معروفة التي تؤدي قصائد غنائيّة لشعراء فلسطينيين وأغاني ملتزمة. تُدعى هذه الأغنية “يا الأسمر اللون” وتخاطب شابًا وسيمًا أسمرا، مع العلم اننا نجد في الشعر العربي قصائد حب تتغزّل فيها النساء بجمال الرجال.
“اه يا سمر اللون حياتي الاسمراني
حبيبي وعيونه سود برمشة عينه راماني
شفت الحلوة ع السطوح
شعرا الاسود عم بلوح
والله لاخذها واروح
ان عشت والله خلاني”
طه محمد علي هو شاعر فلسطيني من قرية صفورية المهجّرة، تدمج قصائده بين قصص شخصيّة وأخرى وطنية. يبرز في العديد من قصائده حنينه إلى محبوبته أميرة، ابنة عمّه التي هُجّرت عائلتها إلى لبنان أثناء النكبة-ولم يلتق الحبيبان لأكثر من عشر سنوات.
“حبي لك
هو العظيم!
اما انا وانت والاخرون
فاغلب الظن اننا اناس عاديون!
قصيدتي
خارج الشعر
لانك خارج النساء!“
تبادل “الرسائل” بين مي زيادة وجبران خليل جبران
“ما معنى هذا الذي أكتبه ؟ إني لا أعرف ماذا أعني به ، ولكني أعرف أنك محبوبي ، وأني أخاف الحب. أقول هذا مع علمي أن القليل من الحب الكثير. الجفاف والقحط واللاشيء بالحب خير من النزر اليسير. كيف أجسر علي الإقضاء إليك بهذا. وكيف أفرط فيه ؟ لا أدري. الحمد لله أني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به لأنك لو كانت الآن حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام. ولاختفيت زمناً طويلاً ، فما أدعك تراني إلا بعد أن تنسي. حتى الكتابة ألوم نفسي عليها، لأني بها حرة كل هذه الحرية.. أتذكر قول القدماء من الشرقيين: إن خير للبنت أن لا تقرأ ولا تكتب.
” هذا ما كتبته مي زيادة، إحدى الشاعرات الفلسطينية المعروفات عالميًا، للأديب والفيلسوف والشاعر اللبناني جبران خليل جبران- حيث اعترفت بحبها له، وهكذا أجابها جبران: “قولين لي أنك تخافين الحب، لماذا تخافين يا صغيرتي، أتخافين نورَ الشمس، أتخافين مدَّ البحر، أتخافين مجيء الربيع، لماذا يا ترى تخافين الحب. أنا أعلم أن القليل من الحب لا يرضيكِ، كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني. أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل، نحن نريد الكثير. نحن نريد كل شيءٍ، نحن نريد الكمال، لا تخافي الحب يا ماري -الاسم الحقيقي لمي زيادة-. لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي. علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه من الألم والحنين والوحشة، ورغم ما فيه من الالتباس والحيرة”.
قصة الحب بينهما بدأت عندما أرسلت مي إلى جبران نقدًا حول رواية له، وهنا بدأت المراسلات بينهما حول النقد الأدبي. كانت مي تسكن في الناصرة والقاهرة، بينما كان جبران (وهو من مواليد لبنان) يسكن في الولايات المتحدة، وقد عوّضا عن البعد الجسدي بينهما بالمراسلة التي استمرت حوالي 20 عامًا- مع أنّهما لم يلتقيا قط. لاحقًا، قام جبران بنشر الرسائل التي أرسلها لمي في كتاب بعنوان “الشعلة الزرقاء”.