سيكوي-أفق للمساواة والشراكة (ج م)

Copyright © 2018 by Sidney Harris

 

إن العمل من أجل تحقيق المساواة وبناء المجتمع المشترك للمواطنين اليهود والعرب في إسرائيل، يواجه تحديات أكثر من أي وقت مضى. جمعية سيكوي تؤمن بأن التقدّم نحو هذا الهدف لا يكون بانتظار المعجزات، إنما بالاستثمار الدائم بالبرامج القابلة للقياس والتقييم المنهجيين، وبتطوير ثقافة تنظيمية تمنح أهميةً لاستخلاص العبر من التجارب الذاتية للجمعية والتعلّم التنظيمي. في السنوات الأخيرة، تأكدّت لنا مرة تلو الأخرى القيمة الهائلة لمثل هذا الاستثمار، داخل الجمعية وخارجها.

نظرًا للثقافة السائدة في منظمات المجتمع الاهلي في إسرائيل (وفي دول أخرى)، نرى بأن الكثير من هذه المنظمات، لا تلتزم بالتقييم الذاتي لعملها، بادعاء الشح بالموارد والانهماك بـ “العمل الحقيقي” الذي يحول دون تمكنها من تخصيص الوقت والجهود اللازمة لعملية التقييم، التي تعتبر بشكل عام، مهمة معقدة وباهظة التكلفة.

نحن في سيكوي – كجمعية تعمل بنفسها في مجال المرافعة – نواجه تحديات هائلة في محاولة تقييم تأثيرنا. إننا لا ندعي الكمال المطلق لنظريات التغيير التي تستند عليها مشاريعنا، إذ أنها ليست منزلة وتتطلب منا كل الوقت التصرف بحصانة ومرونة معا، وذلك كونه من الصعب التوقع مسبقا، متى ستحين الفرصة لإحداث التغيير بالسياسات. لهذا السبب، فإننا في حالات عدة، نشهد التغيير المنشود يتحقق في مجالات مختلفة، بعد مدة طويلة من استثمار الجهود فيه، وفي بعض الحالات صَعُبَ إثبات علاقة سببية واضحة بين التدخّلات والمشاريع التي قمنا بها وبين التغيير في الحقل. عمليًا، فإن مهمة احداث التغييرات الاجتماعية تعتبر معقدة للغاية، وتتطلب تعاونًا عابرا للقطاعات، وهذا يصعّب عملية نسب إنجازات معينة لاستراتيجية عينية أو لجهة منفردة دون غيرها.

بالرغم من ذلك، فإن إيجاد المعايير الجدية للتقييم والقياس بشكل يعزز فعالية وتأثير مشاريع الجمعية ويضمن حصانتها وديمومتها، لا يتطلب إجراء تجارب مختبرية. سيكوي، أخذت على عاتقها تعهدًا باستحداث أدوات عملية تتيح التأمل والتمعن بنشاطها بشكل منهجيّ، فرديّ وتشاركيّ ضمن النشاط المؤسساتي. هذه الأدوات تساعدنا على النجاح بتقييم نشاطات المرافعة التي تهدف إلى تغيير السياسات. هذا التقييم يساعدنا بالتوصل إلى قرارات أفضل على مستوى المشاريع والمجالات التالية:

 

  1. تحسّن نوعي في إدارة المشاريع وانجازاتها، مع التشديد على تحسين القدرة على التقدم بعمليات مرافعة فعّالة.
  2. الامتناع عن تبذير الموارد، من خلال تشخيص سريع للإخفاقات (“fast fails”) وإمكانيات لـ “تصحيح  التوجه” (“course corrections) من خلال أساليب بسيطة للتقييم المتبلوِر (تقييم جارٍ ويتبلور خلال عملية التقييم ويؤثر على شكل أدائها) والتقييم التلخيصي (تقييم في نهاية العملية).
  3. تعميق التزام الطاقم ووكلاء التغيير الآخرين في الجمعية.
  4. توسيع قدرتنا على شرح عملنا لمهتمين من خارج الجمعية، بما في ذلك شركاء من قطاعات مختلفة: كالمتبرعين، الإعلام، الجمعيات الشريكة والجمهور الواسع.

تشغل د. جنيفر كوهِن، منذ العام 2011 مهام مديرة التعلّم التنظيمي والتقييم في سيكوي، وتعمل بالشراكة مع الإدارة ومع الموظّفين من أجل تعميق اختبار الاستراتيجية التنظيمية وتنجيع استغلال المعطيات الكميّة والنوعية في الحقل. لقد ساعدتنا الاستخلاصات المتراكمة كنتيجة للنشاط المُجدي (“cost effective”) من آليات القياس والتقييم، باتخاذ قرارات رشيدة وتحسين الأداء التنظيمي الداخلي والخارجي بشكل جديّ، وبشكل يُكمِل الخبرة المُتراكمة على مدار سنوات ونجاحاتنا في الحقل.

بهدف توسيع وتشجيع النقاش حول قيمة “المنظّمات المُتعلِّمة” بين الجمعيات في إسرائيل والخارج، يسرّ سيكوي فتح صندوق أدواتها أمام الجمهور، ووضعه تحت تصرف المنظمات الأخرى وتلقي ردود الأفعال حوله. تشتمل هذه الأدوات على:

تُرحّب سيكوي بكل فرصة للتعلّم عن طرق إضافية لتحسين الإدارة والتأثير في المنظمات المشتركة للتغيير المجتمعي. تسرّنا الإجابة على أسئلتكم، وندعوكم لمشاركتنا بتجاربكم، من أجل الانكشاف على المعرفة والمواد التي راكمتموها في هذه الرحلة الشائكة والهامّة بالتأكيد.

Silence is Golden